السبت، 5 يناير 2013

ودعا لي الأسلحة الكيماوي و البيولوجية.

جديد تكنولوجيا المستقبل 


وهناك نموذجان من هذه القنبلة الإلكترونية، أحدهما أمريكي يعرف باسم إي أم بي (الكترومجناتيك بلاس بومب) أو قنبلة النبضات الكهرومغناطيسية، والثاني بريطاني ويعرف باسم أتش بي أم ( هاي باور مايكروويف) طورتها شركه ماترا بايدينامكس في أحد مصانعها بمقاطعة كنت البريطانية، كما تقول صحيفة ديلي تلجراف ان هاتين القنبلتين تستهدفان تدمير جميع الأنظمة الإلكترونية المتطورة بما فيها شبكات الكهرباء والكومبيوتر وأنظمة الرادار والملاحة الجوية والاتصالات السلكية واللاسلكية وشبكات الأقمار الصناعية وقطع البث الإذاعي والتليفزيوني لمدة72 ساعة من خلال الموجات المغناطيسية أو موجات الميكروويف التي تتولد عن انفجارها بقوة تصل إلى ما يقرب من مليار وات في الثانية الواحدة وتنتشرعلي مسافة مئات الأميال.
وسيتم إطلاق هذه القنبلة بواسطة صواريخ توماهوك أو بواسطة طائرات (بريديتور) التي تعمل بدون طيار لإسقاطها وتفجيرها فوق الهدف مما يودي إلى إنتاج موجات كهرومغناطيسية عالية الكثافة تفوق بكثير تلك الموجات التي تتولد عن الانفجارالنووي بهدف تدمير جميع الدوائر الإلكترونية العاملة في محيط الهدف، ويمكن لهذه الموجات اختراق التحصينات والمخابئ الموجودة تحت الأرض أيضا من خلال منافذ التهوية وأجهزة التكييف لتقوم بتدمير كل الأجهزة العاملة بداخلها.
توقف مفاجىء للأبد
وعلى عكس القنبلة النووية فإن القنبلة الإلكترونية« سواء كانت مغناطيسية أو مكروويف» لا تعلن عن نفسها من خلال الضوء المبهر والغبار النووي المتصاعد على هيئة فطر عش الغراب لكنها تعلن عن نفسها من خلال صوت فرقعه حاد جدا يشبه صوت الرعد ويمكن سماعه من مسافة مئات الكيلو مترات ويعقب ذلك توهج أضواء النيون في الشوارع وأجهزة التليفزيون والكومبيوتر في المنازل والمكاتب ثم تنطفئ الأضواء وتتوقف جميع الأنظمة والأجهزة الإلكترونية عن العمل للابد، وبعد ذلك تفوح رائحة غاز الأوزون المختلطة برائح البلاستيك المحترق الناتج عن ذوبان وانصهار كوابل الكهرباء وأسلاك الهاتف والقواطع الكهربية وشبكات الكومبيوتر ويؤدي ذلك بالضرورة إلى توقف جميع الاتصالات السلكية واللاسلكية والبث الإذاعي والتليفزيوني والبورصات المالية ومحطات تنقيه المياه ومصافي تكرير البترول وأنظمة الطوارئ والاستدعاء الآلي وغرف العمليات والرعاية المركزة وبنوك حفظ الدم في المستشفيات وأبراج المراقبة وأنظمة الملاحة الجوية في المطارات وحتى مشغلات ملفات الموسيقي المعروفة باسم أم بي ثري بلاير.
وتنقل مجلة( افييشن ويك آند سبيس تكنولوجي ) الأمريكية عن أحد الخبراء العسكريين قوله ان الوسيلة المثالية لإطلاق هذا النوع من القنابل هو صواريخ توماهوك، ورغم أن الطائرات الموجهة بدون طيار (بريديتور ) توفر قدرا أكبر من الدقة في عملية التصويب تجاه الهدف، فإنها قد تتعرض للتشويش إذا انفجرت القنبلة أثناء تواجدها في محيط الانفجار إلا إذا تم استخدام تقنية التفجير عن بعد بحيث يكون هناك ضمان لابتعاد الطائرة وتواجده في مسافة آمنة وبعدها يتم التفجير.
ويؤكد ديفيد شراينر« المهندس السابق في سلاح البحرية الأمريكي» أن صواريخ توماهوك التي تنطلق من السفن والبوارج الحربية هي أفضل وسيله لإطلاق هذه القنابل التي تعتبر من أنظف الأسلحة وأرخصها (400 دولار تكلفه إنتاج القنبلة الواحدة )، وهي أقل الأسلحة الحديثة تلويثا للبيئة، بالإضافة إلى أنها لاتؤدي إلى سقوط خسائر بشرية بين المدنيين، ويقول شراينر ان المدى التدميري لهذا النوع من القنابل يتناسب طرديا مع حجمها، بمعني أنه كلما زاد حجم القنبلة، تعاظمت قدرتها التدميرية التي قد تصل إلى آلاف الكيلومترات في حالة القنابل العملاقة، أما القنابل متوسطة الحجم، فلا تتجاوز مساحتها التدميرية مئات الكيلو مترات، وهناك أحجام صغيره لايتجاوز تأثيرها كيلومتر مربع واحد.
الوقاية مستحيلة
ويري كونراد ديزوليسكي« الخبير السابق في معامل القوات الجوية الأمريكية بقاعدة كيرتلاند في نيومكسيكو» أن وقاية الأنظمة والأجهزة الإلكترونية من خطر قنبلة الموجات الكهرومغناطيسية أو قنبلة الراديو يبدو مستحيلا في الوقت الراهن حتى مع استخدام صناديق فاراداي المعدنية التي يزعم البعض أنها توفر نوعا من الحماية للأجهزة والأنظمة الإلكترونية من الموجات القاتلة التي تتولد عن انفجار هذه القنابل عن طريق عكس مسارات الموجات المغناطيسية أوموجات الميكروويف بعيدا عنها.
وقد أثبتت التجارب « كما يقول ديزوليسكي» أن الموجات الكهرومغناطيسية وموجات الميكروويف تؤدي إلى تسخين صناديق فاراداي ومن ثم ذوبانها بفعل شدة الحرارة بالإضافة إلى أن هذه الموجات تؤدي إلى خلق حقول كهربية داخل الأجهزة الإلكترونية نفسها تستمر لمدة 15 دقيقة كاملة وبعدها تبدأ في الانهيار المفاجئ، وهو ما يؤدي إلى توليد موجات جديدة مشابهة للموجة الأولى التالية للتفجير ولها نفس القوة والتأثير التدميري بحيث يمكنها القضاء على ما تبقى من أجهزة داخل الصناديق.
التجربة الهندية
ويستشهد ديزوليسكي بالتجارب التي قام بها الخبراء العسكريون الهنود لحماية الأنظمة والأجهزة الإلكترونية المتطورة الموجود في مدينه بنجالور (وادي السيليكون الهندي ) خوفا من وجود قنابل إلكترونية لدى العدو اللدود ( باكستان)، واستخدموا في تجاربهم صناديق فاراداي ووسائل أخرى أكثر تطورا منها وأثبتت التجارب أنه لا توجد وسيله للحماية علي الإطلاق، بل أنهم اكتشفوا إمكانية استخدام هذه القنابل في تدمير أهداف عن بعد من خلال زرعها في مكان بعيد عن الهدف الرئيسي بحيث تقوم كوابل الكهرباء وشبكات الاتصالات بنقل القوة التدميرية للقنبلة إلى الهدف المقصود.
اكتشاف بالصدفة تعتمد القنبلة الإلكترونية في فكرتها
الأساسية علي نظرية علمية أطلقها عالم الفيزياء الأمريكي ارثر اتش كومبتون عام 1925 أثناء إجرائه أبحاثا على حركة الذرة والتي أكد فيها أن إطلاق تيار من الفوتونات النشطة داخل إحدى الذرات«ذات العدد الذري المنخفض» يدفعها إلى إطلاق تيار مضاد من الإلكترونات، وقدعرفت هذه النظرية فيما بعد باسم (ظاهرة تأثير كومبتون) وأصبحت المفتاح الرئيسي لكشف أسرار الذرة، وهو ما أدى فيما بعد إلى ابتكار القنبلة النووية ثم الهيدروجينية، وهذه القنبلة الأخيرة أدت بدورها إلى ابتكار القنبلة الإلكترونية بمحض الصدفة أثناء اختبار القنبلة المعروفة باسم ستار فيش (نجمةالبحر) فوق المحيط الهادي عام 1958، حيث اكتشف الخبراء العسكريون الأمريكيون الذين كانوا يشرفون على تفجير ستار فيش أن موجات أشعه جاما التي تولدت عن الانفجار تفاعلت مع الأوكسجين والنيتروجين الموجدين في الغلاف الجوي وتحولت إلى موجات كهرومغناطيسية أدت إلى انطفاء أضواء مصابيح الشوارع في جزيرة هاييتي التي تقع على بعد مئات الأميال من موقع التجربة كما أدت إلى انقطاع موجات البث الإذاعي وتوقف الاتصالات التليفونية لمده تزيد عن 18 ساعة في المساحة الممتدة من سواحل الولايات المتحدة الأمريكية الغربية وحتى السواحل الأسترالية، ومن ذلك الحين، وضع الخبراء العسكريون الأمريكيون سلاحهم على الفكرة الأولى لإنتاج سلاح جديد يستخدم الموجات الكهرومغناطيسية في تدمير الأهداف المطلوبة، وعلى الفور، خصصت وزارة الدفاع الأمريكية ميزانية ضخمه لتطوير هذا السلاح الذي أطلق عليه فيما بعد اسم القنبلة الإلكترونية أو الكترومجناتيك بالس بومب (قنبلة النبضات الكهرومغناطيسية ).
الجيل الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق